السبت، 27 ديسمبر 2014

هل يجرؤ المغاربة على هجر فيسبوك بسبب شروطه الصارمة؟


هل بدأت بوادر الرحيل من فيسبوك تظهر بعد ذلك القرار الذي أعلن عنه مؤخراً؟.. فالشروط الصارمة التي أمر الموقع مستخدميه بالرضوخ لها دفعت بالكثيرين إلى التفكير في مغادرته نهائياً، حتى مع سنوات الألفة الطويلة ومئات المنشورات وعشرات الأصدقاء، لأن الخصوصية خط أحمر لا يمكن التفريط فيه، ولأن فيسبوك تحوّل حسب المتتبعين، إلى أداة رأسمالية تشترط بين كل وقت وحين دفع المال لأجل خدمات معينة.
فقد أعلن فيسبوك قبل أيام عن ثلاثة شروط جديدة ليس على مستخدميه سوى قبولها أو الرحيل النهائي عن الموقع، وتتلخص في قبولهم بوصوله إلى بياناتهم الشخصية، وكذلك وصوله إلى الجهة التي يتصلون منها، فضلاً عن تحليل المشتريات والمعاملات المادية.
كما أنه قبل هذه الشروط الجديدة، أجبرت شركة فيسبوك الصفحات المعروفة على دفع المال كي تصل منشوراتها إلى أكبر عدد من المعجبين بها، وهي السياسة التي جعلت بعض الصفحات تفقد الكثير من جاذبيتها، نظراً لعدم قدرة أصحابها على ترويج منشوراتها ودفع المال مقابل ذلك، كما سمحت سياسة دفع المال مقابل الترويج، بانتشار صفحات معينة بشكل كبير، رغم أن مضمونها لا يحمل أي إضافة.
وقد كتب المدوّن المعروف أمين رغيب مؤخراً، في انتقاد شديد موجه لـ"فيسبوك"، أن هذا الأخير صار يستعبد المستخدمين، بدليل الشروط الجديدة التي وصفها رغيب بأنها "تتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان"، مضيفاً أن هذه الشركة أصبحت ترغب في استثمار بيانات الناس كما تشاء، بل وتعلنها مدوية وبشكل مباشر، مخيّرة لهم إما الموافقة أو مغادرة الموقع.
ويستطرد رغيب أن الشركة تعلم جدياً أن الغالبية ستوافق على شروطها حتى مع عدم اتفاقهم معها، والسبب هو "إدمان هذه الشبكة الاجتماعية بشكل يشبه الإدمان على المخدرات"، معتبراً أن الأمر خطير للغاية، وأن فيسبوك يستغل تعلّق الناس به، لدرجة أنه يبيع منذ مدة بيانات المستخدمين لحكومات عدد من البلدان، على حد قوله.
ويتبادل بعض نشطاء فيسبوك فيما بينهم رابط شبكة اجتماعية خرجت إلى الوجود منذ سنة 2008، لكنها تشهد انتشاراً واسعاً في الآونة الأخيرة، لا سيما بتأكيد إدارتها على احترام خصوصية المستخدمين، وأكثر من ذلك، تمكّنهم من ربح مبالغ مالية نظير نشاطهم بها، ممّا قد يمثل ضربة قوية لـ"فيسبوك"، الذي ليست لديه أفكار رائدة في هذا الاتجاه.
سفيان حموش، واحد من المغاربة الذين أعلنوا نيتهم مغادرة فيسبوك خلال الأيام القليلة القادمة، وذلك بسبب الشروط الجديدة، مبرزاً أن الأمر لا يتعلق به وحده، بل بعدد من أصدقائه الذين أخذوا هذا القرار، فرغم أنه يتوفر بـ"فيسبوك" على صفحات بها معجبين تقدّر أعدادهم بالآلاف، إلا أنه رأى ضرورة الانسحاب من الموقع، كي لا يتم بيع معلوماته الشخصية، خاصة وأن الشبكة التي سيرحل إليها، تمكّن المستخدمين من مقاسمة الأرباح معها.
هكذا فليست انتهاك الخصوصية هو وحده من يدفع بعدد من مغاربة فيسبوك إلى إعلان رغبتهم هجر هذه الشبكة، بل كذلك الرغبة في تقاسم الأرباح. ورغم أنه إلى حد الساعة، لم يعلن مغربي ما أنه استطاع الربح فعلياً من هذا الموقع، إلا أن ما تمّ تداوله من طرف بعض وسائل الإعلام عن هذا الموقع، كجريدة ميرور البريطانية، يدفع بالآلاف إلى تفكير جدي في تجريبه، ممّا قد يجعله يشكّل منافساً قويا لـ"فيسبوك".
غير أن عملية إنزال فيسبوك من عرشه كمتزعم للشبكات الاجتماعية، تظهر صعبة للغاية، فقد سبق وأن أعلن سابقاً عن أرقام فلكية لأعداد مستخدميه، بعدما أشار إلى أنها تتجاوز المليار شهرياً، كما يحتل المرتبة الثانية عالميا من حيث التصفح خلف جوجل وفق ما تبيّنه أرقام أليكسا، فضلاً عن احتلاله مراتب متقدمة عالمياً في عدد تنزيلات واستخدام تطبيقه على الهواتف الذكية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق